كيف تعاملتِ مع الانتقادات التي وجهت للسادات؟
رندة أبو العزم:
أثناء فترة وجود الرئيس الراحل وجهت لك انتقادات كثيرة جداً، هادمة
العائلات، قوانين جيهان، ركبتي دبابة بعد حرب 73 القصة ويعني والناس قامت
عليها ما قعدتش، عدائك أو ما قيل عن عدائك لأم كلثوم عشان قالت للرئيس
السادات أبو الأنوار، كيف تعاملتي مع كل هذه الانتقادات؟
جيهان
السادات: صحيح.. رح أقول لحضرتك أولاً أم كلثوم كانت من الذكاء أنها عمرها
ما غلطت، أنور السادات كان يحبها قوي و أنا كنت أحبها قوي وهي كانت تحبنا
برضه، ولعلم حضرتك من الناس القلائل جداً اللي كانوا بيزورها وهي مريضة هو
أنا، كنت بروح لها باستمرار عمرها ما قالت له يا أبو الأناور عمرها، دي
إشاعة طلعت وفبروكها وطلعوها ونشروها. حتى لما كانت عيانة فكنت بشجعها يا
سومه أنا رح أجي أتمشى معك أنا عايزة أرفع من معنوياتها ولو كنا رح نتمشى
ولا حاجة.. بس بقولها تعال نتمشى ونمشي وإلا أحقق بقا الإشاعات نحنا
الاثنين على خلاف، كانت تضحك. لم يكن لها أي أصل من الصحة، استغربت أنه
بعض كتّاب للأسف يكتبوا على حاجات بدون أن يرجعوا للحقيقة، اسألوا حد من
أهلها أسألوا أولاد أختها أسألوا أهلها عشان تعرفوا الصلة اللي كانت بيني
وبينها.
رندة أبو العزم: حكاية الدبابة إيه؟
جيهان السادات:
الدبابة نعم أنا ركبت دبابة، أنا كنت بروح للجنود في الضفة الغربية وفي
الجنوب يعني في كل حتة كانوا هم فيها، مرة ركبوني رح أقولهم لأ، يعني وقفت
خدت صورة معهم يعني مش مشيت ركبت صورة ونزلت، أنا كنت بشجعهم وبقولهم أنتو
أولادنا.
رندة أبو العزم: مش متوقعة رد فعل اللي يعني الهجوم ده بعدها؟
جيهان السادات: شوفي أنا لا أتوقع أني رح أتهاجم ولا حاجة أنا بعمل بما
أؤمن به، أنا كنت بروح لجنودنا وهم في الصحراء وكان فيه عواصف رملية تبقى
موجودة وأنا معهم، ويقولوا لي إحنا خايفين عليك من التراب ده، أقولهم أمال
أنتو اللي عايشين هنا أزاي. يعني كنت بحاول أفهمهم وأقول لهم وأتكلم معاهم
أنه أم تسأل على أولادها وهم في الجبهة، فيعني ما كان يهمني أني أنا
أتهاجم أد ما يهمني أني أولادنا يحسوا أن الأمة حاسه بهم وبتروح لغاية
عندهم.
رندة أبو العزم: وقوانين جيهان اللي هي تتعلق بحقوق المرأة
والشقة من حقوق الزوجة، وأنه الزوجة الأولى تعلم إذا تزوج عليها زوجها
ويكون الاختيار إذا أكملت أم لم تكمل؟
جيهان السادات: رح أقول
لحضرتك كل ده من الإسلام ومن الشريعة ومن الفقه، ما فيش حاجة.. أولاً
اللجنة اللي عملت قانون الأحوال الشخصية لجنة كان فيها مفتي الديار
المصرية وشيخ الأزهر، ويعني كل القيادات الدينية الكبيرة مش حد عادي
وقانونيين ومستشارين كلهم كانوا في اللجنة اللي عملت قانون الأحوال
الشخصية، فلا يمكن أنه نحنا نعمل حاجة ضد الدين ولا ضد الشريعة خالص أو
نخرج عليها، كل ما كان فيه من حقوق من خلال الشريعة الإسلامية.
رندة أبو العزم: مشاهدينا الكرام فاصل أخير نعود بعده لاستكمال هذه الحلقة فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
رندة أبو العزم: مشاهدينا الكرام نعود ونستكمل هذه الحلقة مع السيدة جيهان
السادات وبنستكمل مع حضرتك، طيب أنا برضو رح أرجع لحضرتك وحياتك مع الرئيس
الراحل، ألا ترين بعض التناقض تزوجتي برغم يعني وجود معارضة من الوالدة
لكن في الآخر أقنعها، ولكنك في الوقت ذاته قلتي أنك تدخلتي في كل زيجات
أولادك في اختياراتهم، الحاجة الثانية حضرتك بتعملي وتعملين حتى الآن
ويعني عمرك ما توقفتي عن عمل في الوقت ذاته بنجد أنه بناتك لا يعملن؟
جيهان السادات: نعم. لأ عندي بنتي الصغيرة مرات محمود عثمان دي عندها جمعية كبيرة جداً في الإسماعيلية ورايحة جاي عليها..
رندة أبو العزم: مش زي حضرتك..
جيهان السادات: زي تقريباً جمعية تلا للتنمية.. طبعاً مش زي بس هي بتتشغل
بدون أضواء خالص، أنا كنت مسلطة علي الأضواء لأن مرات رئيس جمهورية، لكن
هي بتعمل برضو في العمل الاجتماعي..
رندة أبو العزم: تدخلت في زيجات أولادك؟
جيهان السادات: رح أقول لحضرتك لم أتدخل بمعنى تدخل، أنا يعني مثلاً لبنى
أنا ما تدخلتش هو شافها وجا تقدم، يعني ما كناش نعرفه خالص. التانية عيلة
السيد مرعي دوْل أصدق أصدقائي ودايماً منروح لهم يمكن يوم الجمعة في الهرم
فشافها عندهم، وأنا رحبت جداً بالفكرة لأنهم ناس طيبين وأصلاء، الثالثة
جيهان دي برضو شافها معي أنا كنت في رحلة وكانت هي معاي وهو جاء انضم لنا..
رندة أبو العزم: كانت صغيرة في السن 15 سنة..
جيهان السادات: 15 سنة بالزبط وهو شافها وهو اللي عجبته يعني وأنا فرحت به
لأنه راجل يعني الحقيقة محمود عثمان، ما حصلش تدخل بمعنى تدخل الحقيقة.
رندة أبو العزم: وزوجة الابن حضرتك برضو نقيتها لها..
جيهان السادات: دي حقيقي ده بقى يمكن الوحيدة اللي تدخلت كنت في
الاسكندرية وشفتها وعجبتني، أدتها فرصة أنهم يشوف بعض لأنها الحقيقة بنت
مهندسة وبنت مهذبة وكويسة قوي.
رندة أبو العزم: هل كان ينوي الرئيس السادات التقاعد بعد مثلاً تحرير سيناء بالكامل؟ هل ذكر لك أنه يريد التقاعد والتخلي عن الحكم؟
جيهان السادات: نعم. وقالها في مجلس الشعب وقالها لي وقالها لأولادي،
وقالها لكل القريبين عارفين كويس قوي أنه المدة الثانية بالنسبة له تخلص
ورح يقعد، وكان يحضر الرئيس مبارك وهو كان النائب بتاعه بحضر لأنه هو اللي
يمسك، وقال أنا رح أقعد إذا احتاج مني مشورة فأنا موجود، وإذا ما احتاج هو
يمشي لكن عاوز بقا يرتاح، حياته صعبة حياته كفاح يعني ما كان هربان من
السجن كان بشتغل سواق وشيال ويبات تحت عربية اللوري أيام، ويعني اشتغل شغل
قاسي فكان فعلاً عاوز بعد مدتين يريح صراحة..
[url=http://] [/url]
كيف ترين الحياة خارج السلطة؟
رندة
أبو العزم: حضرتك ذكرتي أيضاً في بداية الحديث أنه ما زال الحزن موجود
وأنه لحظة اغتياله ما زلتي تتذكريها حتى الآن، كيف هي الحياة خارج السلطة؟
جيهان السادات: شوفي رح أقول لحضرتك حزنه في قلبي لن يروح أبداً لن
يذهب أبداً ليه؟ ده زوجي وحبيبي وحياتي كلها، ده حاجة في داخلي مش ضروري
أني أفرضها على حد وأقعد أقول لهم أنا حزينة، ده حاجة بيني وبين نفسي شغلي
بعد بتقولي بعد..
رندة أبو العزم: بعد السلطة خارج السلطة كيف هي
الحياة اختلفت ازاي الحياة بعد يعني كنت حرم أو سيدة أولى وأصبحت أرملة أو
سيدة أولى سابقاً؟
جيهان السادات: نعم. رح أقول لحضرتك أنا من الناس
اللي أكيف نفسي على الواقع اللي أنا عايشه، ومش بس بكيف نفسي بعيشه وبسعد
به. فأنا دي الوقتي امرأة عاملة بشتغل وبدرس ولي رسالة، وعملت كرسي لأنور
السادات في الجامعة اللي أنا فيها ولي رسالة دايماً بقولها القضية
الفلسطينية بشرحها في الغرب، ما كانوش يعني برضوا في كتير قوي ما كانوا
فاهمينها، بقول دور مصر حالياً أنا مش عايشة في الماضي بقول دور مصر
حالياً وطبعاً دايماً بذكر السادات أنه هو اللي بدأ أول سلام في المنطقة،
والحقيقة أنا سعيدة بالرسالة بتاعتي أنا بقدر أوصلها للناس.
رندة أبو
العزم: يعني حضرتك ذكرتي أنك قررتي الرحيل إلى الولايات المتحدة بعد دعوة
الجامعة الأميركية لك في واشنطن لتصبحي أستاذة زائرة، ولكن يعني هل تلبيتك
لهذه الدعوة عام 85 جاء بسبب الضغوط الشديدة وما رأيته من.. قلت لي لم
أتحمل ما يقال عن أسرتي.. شككوا في رسالة الماجستير، ذكروا أن يعني حضرتك
هو رئيس الراحل عندكم أملاك وبيوت ومنازل حتى شككوا في شهادة بكالوريس
الابن جمال، هل تعرضتي لكل هذا وقلت لي تركت العمل العام.. هل أصبحتي
تشعرين بأنك ليس مرحب بك في مصر؟
جيهان السادات: لا عمري ما حسيت
أني ليس مرحب بي في مصر أبداً، لأني أنا جزء من مصر لأ أبداً. لكن كانت
أنا بشر برضو يعني ولي أحاسيسي مهما كتمتها ومهما رديتش على الاتهامات دي،
لكن في نفسي كنت بتألم ما في شك. يعني ما يقولوا ابني خد شهادته كده أزاي
يعني لم تحدث، لما يقولوا أنا عندي أملاك، أنا رحت في أميركا أمام أميركا
كلها وعملت في النادي بتاع الدولي اللي هو يحضروا جميع المذيعين وجميع
الصحافيين وقلت أتحدى.. أتحدى أني حد يقول أن جيهان السادات لها أرض أو
بيت أو أي أملاك في مصر أو خارج مصر.
رندة أبو العزم: كان يشاع أنه حضرتك عندكم ضيعة في الولايات المتحدة سمعنا؟
جيهان السادات: أنا جالي واحد المهم أنني كنت مرة ألقي محاضرة في مش عارفة
كان بلد أيه.. وجاي لي واحد مصري وقال لي أنا عايز أشتغل في الضيعة
بتاعتك؟ قلت له يا ابني هات لي وأنا أشغلك، يعني أنا ما عندي دي إشاعات
لكن لو عندي كنت أتمنى أشغلك أنت مصري زيي. يعني إشاعات وتحديتها أمام
العالم، ودليل أنها كذب أني لو حد بس يجيب عنوان يجيب مكان لها، يعني
الحقيقة إشاعات سخيفة طبعاً كنت نفسي.. لما سافرت كنت نفسي زي ما تقولي
هدنة كدة مع نفسي أني أنا ما أصبح الصبح ألاقي في الجرايد اتهامات وكلام
سخيف..
رندة أبو العزم: ما كان بوصلك في الولايات المتحدة هذا الكلام؟
جيهان السادات: لأ ما كان هنا..
رندة أبو العزم: بعد ما سافرتي..
جيهان السادات: سنة 85 أنا سافرت يعني الحقيقة طبعاً والحاجات اللي بتنتشر
أولادي يقولوها لي وساعات يبعتوها لي، لا يعني الحقيقة كان فيه ولو أني
أرجع أقول أيه ما هي ديه الديمقراطية والحرية اللي أنور السادات إداها،
لولا أنه هو إدى الحرية دي ما كان حد يجرؤ قبل كده يقول كلمة على جمال عبد
الناصر ولا على أسرته نهائي.
رندة أبو العزم: بعدما رحل؟
جيهان
السادات: لأ في وجوده إحنا كنا برضه نتهم ويعني ننتقد، لكن الحقيقة لو أن
الانتقاد كان في محله أنا ما كانش عندي مانع أبداً وارد عليه، لكن لأنه
كان كاذب إلى درجة سخيفة ما رديتش عليه خالص.